logo

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتديات كويك لووك ، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .





03-05-2010 11:14 صباحاً
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 2009-12-24
رقم العضوية : 22479
المشاركات : 1701
الدولة : مصر
الجنس :
قوة السمعة : 16
موقعي : زيارة موقعي

هو عبد الله بن محمد بن علي العباسي، أبو جعفر المنصور، ولد في الحميمة عام 95هـ، وأمه أم ولد تدعى سلامة، ترعرع في وسط المجتمع الهاشمي، وطلب العلم وهو شاب من مظانة وتفقه في الدين، ونال قسطًا من علم الحديث، فنشأ أديبًا فصيحًا ملمًا بسِيَر الملوك..
انتقل أبو جعفر مع أخيه وأهله من الحميمة إلى الكوفة، وعندما أفضت الخلافة إلى أخيه أبي العباس، كان ساعده الأشد في تدبير أمور الخلافة، فولاه الجزيرة وأرمينيا وأذربيجان، ووجهه إلى خراسان لأخذ البيعة له، كما عهد إليه من بعده..
توفي السفاح، وأبو جعفر في الحجاز أميرًا على الحج، فأخذ له البيعة ابن أخيه عيسى بن موسى في الأنبار، وكتب إليه بذلك..
اتصف المنصور بالشدة والبأس، واليقظة والحزم والصلاح والاهتمام بمصالح الرعية، كَرِهَ سفك الدماء إلا بالحق، وعرف بالثبات عند الشدائد، ولا شك أن هذه الصفة كانت من أبرز الصفات التي كفلت له النجاح..
الأوضاع الداخلية في عهد المنصور:
عصيان عبد الله بن علي:
تولى أبو جعفر المنصور الخلافة ولم تكن قد توطدت دعائمها بعد، وقد خشي من منافسة عمه عبد الله بن علي الذي كان يطلب الخلافة، كما انتابه الخوف من تعاظم نفوذ أبي مسلم الخراساني، ومن خروج بني عمه آل علي بن أبي طالب على حكمه فكيف واجه المنصور هذه المشاكل الثلاث؟
الواضح أن الخليفة كان يجمع الجرأة وبُعد الهمة والمكر والدهاء، فعزم على ضرب أعدائه بعضهم ببعض، حتى تخلو له الساحة السياسية..
كان لعبد الله بن علي رؤية خاصة في مشكلة الحكم، فهو بالإضافة إلى طمعه بالخلافة، فإنه انزعج من ابني أخيه أبي العباس وأبي جعفر بفعل ميلهم الشديد للفرس..
وكان أبو جعفر على حقٍّ حين خشي من طموحات عمه الذي خرج غازيًا البيزنطيين في عهد أبي العباس على رأس جيش ضم عددًا كبيرًا من العرب، وعندما وصل إلى دلوك بنواحي حلب، علم بوفاة السفاح وبيعة المنصور، فتوقف عن الزحف، ورحل إلى حران حيث اجتمع بأركان حربه، وتقرر ترشيح نفسه للخلافة فبايعه الجند، ومن ثم راح يزحف متجهًا نحو الجزيرة.
وهكذا استخدم عبد الله هذا الجيش الذي أعد أساسًا لغزو البيزنطيين لتحقيق أطماعه في الخلافة، مدعًيا أن أبا العباس أقامه وليًا لعهده حينما أرسله لقتال مروان الثاني..
تصرف المنصور تجاه هذا الخطر تصرفًا حكيمًا، دلَّ على أنه لا يحكِّم العواطف في القضايا الأساسية، فندب أبا مسلم لقتاله رغم حقده عليه، مظهرًا بذلك براعة سياسية، لضرب أعدائه بعضهم ببعض، بالإضافة إلى أنه كان يأمل باستقطاب الخراسانيين في جيش عمه عن طريق حاكم خراسان الذي أبدى استعدادًا للتصدي لحركة التمرد..
وتمكن أبو مسلم بدهائه السياسي والعسكري من التغلب على عبد الله بن علي في معركة جرت بينهما قرب نصيبين في منطقة الجزيرة، وفر عبد الله بعد هزيمته إلى البصرة ملتجئًا إلى أخيه سليمان بن علي، وظل متواريًا عنده إلى أن علم المنصور بذلك فأرسل يطلبه، وأعطاه من الأمان ما وثق به، وعندما جاءه قبض عليه وسجنه، وذلك عام 139هـ وظل مسجونًا حتى عام 147هـ حين قتله المنصور.. (10)
كما نجح أبو جعفر المنصور في القضاء على أبي مسلم عام 137هـ، والطالبيين الخارجين عليه عام 145هـ (محمد النفس الزكية وأخيه إبراهيم) وقد سبق الحديث عن هذه الحركات..
الأوضاع الخارجية في عهد المنصور:
العلاقة مع البيزنطيين:
اتسمت الحروب بين المسلمين والبيزنطيين في عهد المنصور بالمهادنة إذ لم تتعد المناوشات الحدودية المحدودة وذلك يعود إلى اهتمام العباسيين بتدعيم مركزهم الداخلي.. بالمقابل كان اهتمام الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الخامس منصبًا على التجهيزات لحرب البلغار في البلقان من جهة، ومشكلة عبادة الأيقونات من جهة أخرى..
حيال هذا الواقع، كان الخليفة العباسي يتطلع إلى إعادة بناء ما تهدم من حصون، وثغور مستغلاً الهدوء النسبي المتوقع..
والواضح أن المنصور اتبع تجاه الدولة البيزنطية، السياسة التي تتفق مع الوضع الهجومي الذي نفذه الإمبراطور البيزنطي، وهي محاولة إيقاف الهجوم عن طريق إعادة تحصين الثغور، وترميم المخربة منها وإعادة بناء المهدمة، ثم تنظيم وسائل الدفاع عنها، والجدير بالذكر أن مناطق الثغور كانت تنقسم إلى قسمين:
الأولى: منطقة الثغور الجَزَرِيَّة، وهي التي خصصت للدفاع عن الجزيرة أي شماليها، ومن أهم حصونها ملطية، المصيصة، ومرعش..
الثانية: منطقة الثغور الشامية، وتقع غربي الثغور الجزرية، وقد خصصت للدفاع عن بلاد الشام، ومن أهم حصونها طرسوس وأذنة وعين زربة..
لقد حصن المنصور هذه المناطق وخصصها بحكم إداري مستقل وحشد فيها آلاف المقاتلين والمرابطين، ومنحهم الإقطاعات، والمزارع وبني لهم البيوت والإصطبلات، وأنفق عليهم الأموال، ووضع لهم نظامًا عسكريًا ينفذونه..
هذا وقد امتازت منطقة الثغور الشامية بأن الحملات التي كانت تخرج منها برية وبحرية في آنٍ واحد، وقد أدت أساطيل مصر والشام دورًا مشتركًا مهمًا انطلاقًا من هذه المنطقة..
وبهذا النظام الثغري استطاع المنصور أن يضع حدًا لمطامع البيزنطيين.. (11)
بناء مدينة بغداد:
كان من بين أهم الأعمال التي قام بها الخليفة أبو جعفر المنصور،وتركت أثرها في مستقبل الدولة الخلافة العباسية، بناؤه مدينة بغداد والواقع أن تاريخ هذه المدينة باعتبارها قاعدة من القواعد الإسلامية يسير جنبًا إلى جنب مع قيام دولة الخلافة العباسية وسقوطها، وقد ظل العباسيون قبل ذلك ثلاثة عشر عامًا منذ وصولهم إلى الحكم دون عاصمة لملكهم حتى بنوا بغداد..
لقد أدرك المنصور المخاطر التي أحاطت بدولته الناشئة، والتي تهدف إلى تقويض حكم الأسرة العباسية، لذا عمد إلى البحث عن مكان يكون ملائمًَا لعاصمة جديدة تكون تعبيرًا عن سيادة أسرته فاختار موضعًا عند التقاء نهر الصراة بنهر دجلة وأقام فيه مدينة بغداد..
واسم بغداد مشتق على الأرجح من صيغة فارسية مركبة من كلمتين هما "باغ" و"داد" تعني عطية الله، وذكر المؤرخون والجغرافيون العرب عدة اشتقاقات لهذا الاسم، وسماها المنصور "مدينة السلام" تيمنًا بجنة الخلد، أو لأن وادي دجلة كان يقال له: وادي السلام، وكان هذا هو الاسم الرسمي الذي يذكر في الوثائق وعلى المسكوكات والأوزان..
وقد شرع المنصور في بناء عاصمته عام 145هـ، وقد استغرق بناؤها أربعة أعوام تقريبًا انتهى عام 149هـ..
ويعتبر المخطَّط الذي نفذه المنصور مبتكرًا، فقد جعل المدينة مستديرة تحيط بها أسوار مزدوجة تؤلف حلقتين متتابعتين، وهذا اتجاه جديد في فن بناء المدن الإسلامية، ويبدو أنه قد تأثر ببناء بعض المدن الفارسية القديمة مثل: همذان..
شيدت مدينة بغداد على شكل حصن كبير وتألفت من ثلاثة عناصر معمارية هي: التحصينات، الأسوار الخارجية، ثم المنطقة السكنية الداخلية، وضم وسط المدينة قصر الخليفة والجامع وقصور أولاده ودواوين الحكومة، ولم يكن يُسمح لأحد بركوب الخيل أو غيرها من الدواب داخل المدينة الداخلية إلا للخليفة، وإن من يريد القصر عليه الترجل عند مداخل المدينة الداخلية، ويسير على الأقدام باستثناء المهدي، وداود بن علي عم المنصور الذي سمح له بأن يحمل في محفة نظرًا لمرضه..
وعندما فرغ المنصور من بناء بغداد أقطع أهل بيته وأعيان دولته قطائع من الأرض بجوار الأبواب خارج مدينته، ومنح جنوده الأرباض ليبنوا عليها دورهم، وذلك رغبة في تخفيف الضغط عن المدينة من جهة، ومكافأة لهم على ما قدموه من الخدمات الجليلة من جهة أخرى، وسرعان ما عمرت القطائع وازدحمت بالسكان، وأضحت كل قطيعة تعرف باسم الرجل أو الطائفة التي تسكنها..
ويظهر الأثر الفارسي في تخطيط المدينة، إذ فُصِل الخليفةُ عن الرعية، وجُعِل له مقامٌ سامٍ يصعب الوصول إليه،كما أن ضخامة القصر والإيوان تظهر روعة الملك، ثم إن فكرة الاستدارة، وحصر بيوت السكان في أحياء منفصلة، يمكن غلقها ليلاً وحراستها بصورة دقيقة، يشير إلى السلطة المطلقة المتأثرة بالفرس والتي تتعارض مع سماحة الإسلام وما عُرِف عن الأمويين..
وبنى المنصور في عام 151هـ مدينة الرصافة أو بغداد الشرقية لابنه المهدي على الجانب الشرقي من دجلة مقابل مدينة بغداد الغربية، وقد عرفت باسم "عسكر المهدي"، وتعود الأسباب الاستراتيجية لتبرز من جديد في بنائها حيث وضع المهدي جنده فيها ليكون من في خارج مدينة المنصور عونًا في قمع الاضطرابات التي قد تنشب داخلها، ويبدو أن الخليفة أدرك أنه لن يكون آمنًا كل الأمن على نفسه بإقامته في بغداد، وجهزت الرصافة بسور وميدان وبستان وأجرى عليها الماء وربط بين المدينتين بثلاثة جسور على نهر دجلة، ومنح القواد فيها القطائع، وسرعان ما عمرت الرصافة حتى قاربت بغداد في الاتساع، وانتهى بناء الرصافة في عام 159هـ في عهد الخليفة المهدي.. (12)
ولاية العهد:
من الأحداث المؤثرة التي وقعت في عهد المنصور خلعه لابن أخيه عيسى بن موسى من ولاية العهد، وأخذه البيعة لابنه المهدي، بالرغم من أن هذا الأول كان قد أنفذ له ملكه أكثر من مرة، ويبدو أن الخليفة فكر في خلع ابن أخيه في بداية عهده، فيذكر الطبري أنه أوفد عيسى بن موسى لمحاربة العلويين وفي نيته أن يتخلص إما من ولي عهده ليحوِّل الخلافة إلى ابنه المهدي، أو من محمد النفس الزكية وأخيه إبراهيم، وقال: ".لا أبالي أيهما قتل صاحبه"..
لكن كبار رجال الدولة كانوا قد أقسموا في حياة السفاح على بيعة عيسى بن موسى، ولم يكن من السهل عليهم نقضها، ولم يكن ثمة مناص لتحللهم منها إلا بحمل عيسى بن موسى على الانسحاب طوعًا والتخلي عن ولاية العهد، ويبدو أنه لم يكن راغبًا في ذلك مما دفع المنصور إلى استعمال وسائل الترغيب والترهيب التي أدت بدورها إلى اضطراره إلى خلع نفسه، ومبايعة المهدي في عام 147هـ، وأضحت ولاية العهد للمهدي أولاً ثم لعيسى بن موسى من بعده..
وأسرع المنصور فحمل الناس على بيعة المهدي، وأوصاه بوصية تكشف عن السياسة الرشيدة التي يجب عليه تطبيقها تجاه رعيته فحثه على الرأفة بهم، والسهر على راحتهم، وبسط العدل بينهم، والتقرب إلى الله بحسن السيرة وإجلال أهل العلم والدين، وعمارة الأرض وتخفيف الخراج، ونشر الإسلام والجهاد في سبيل إعلاء كلمته..
وفي عام 158هـ تُوُفي المنصور، وهو في طريقه لأداء فريضة الحج... (13)




توقيع :emadelmansy
إن مرت الايام ولم تروني فهذه مشاركاتي فـتذكروني

وان غبت ولم تجدوني أكون وقتها بحاجة للدعاء فادعولي
ربما يعجبك هذا أيضا

اضافة رد جديد اضافة موضوع جديد



المواضيع المتشابهه
عنوان الموضوع الكاتب الردود الزوار آخر رد
المحامي سعد بن عبدالله الغضيان ضياء الغاطري
0 346 ضياء الغاطري
ملك الاردن عبد الله الثاني يتبرع لترميم قبر المسيح الغير موجود أصلا في عقيدتنا الإسلامية darkedima
0 1972 darkedima
المقصود بختم الله علي قلوبهم Galal Hasanin
0 1941 Galal Hasanin
لماذا حرم الله لحم الخنزير ؟ midogabir
0 1743 midogabir
اهداف مصر و اوغندا هدف عبد الله السعيد (2017/1/21) مراسل كويك لووك
0 1391 مراسل كويك لووك

الكلمات الدلالية
لا يوجد كلمات دلالية ..









الساعة الآن 05:00 AM