logo

أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم في منتديات كويك لووك ، لكي تتمكن من المشاركة ومشاهدة جميع أقسام المنتدى وكافة الميزات ، يجب عليك إنشاء حساب جديد بالتسجيل بالضغط هنا أو تسجيل الدخول اضغط هنا إذا كنت عضواً .






look/images/icons/i1.gif موسوعة أشهر الجواسيس
  17-06-2011 08:41 صباحاً  
معلومات الكاتب ▼
تاريخ الإنضمام : 2008-08-27
رقم العضوية : 1
المشاركات : 12108
الدولة : Egypt
الجنس :
الدعوات : 28
مشاركات مكتبة الميديا: 1033
قوة السمعة : 2896
موقعي : زيارة موقعي
التعليم : جامعي
الهواية : شعر

العميل رقم 1041

امتلأت الشوارع بفيضان من البشر كالطوفان يجرف أمامه هدأة الحياة وغفلة الزمن زحف من الأحياء يغلي، وكتل ملتصقة من الحناجر تصرخ في هلع وبكاء مرير يمزق القلوب ... وشروخ بدت في الوجوه بفعل الدموع. وتوقفت الحياة ومادت موازين العقل فلا عقل يصدق أن الزعيم رحل.
ودون أن يدري ... بكى رجب، وكان لا يدري أيبكي ناصر الأمل؟! أم يبكي بذور الخيانة التي تعملقت بداخله وعظمت فروعها؟
وود للحظات لو أن أقدام الباكين الحائرين داسته. لكنه سرعان ما استعظم ذاته وأبى ألا يضعف. بل سطر أولى رسائله، وكانت هذه الرسالة هي الخطوة العملية الأولى في عالم الجاسوسية... رداً على رسالة وصلته بطريق الراديو تطلب منه مراقبة حركة ميناء الإسكندرية وعما إذا كانت أسلحة سوفييتية تتدفق على مصر بعد موت زعيمها الأول أم لا ؟ وكانت الرسالة كالتالي:
(رقم 2) سطور كتبت باللغة العربية بالحبر السري بين سطور الرسالة.
(رقم 1) سطور كتبت باللغة الإنجليزية. الإسكندرية 24/1/1970
image001 صديقي العزيز باولو:
1- خط عادي: وصلتني رسالتكم العزيزة إلى قلبي وكم سررت بها.
2- حبر سري: لا زالت أعمال التجديدات في مكتبي جارية وبالرغم من.
1- خط عادي: وتعجبت من فعل الزمن يفرق دائماً بين الأصدقاء.
2- حبر سري: ذلك أقوم بعملي وأراقب الميناء جيداً.
1- خط عادي: والمحبين، ولكنك يا صديقي مهما باعدت المسافات بيننا
2- حبر سري ومنذ صباح الأمس وأنا أراقب سفينة سوفييتية ضخمة.
1- خط عادي: تسكن بأعماق قلبي فالأيام الجميلة التي قضيتها معك.
2- حبر سري: ترسو على الرصيف وحولها حراسة مشددة. السفينة.
1- خط عادي: في جزر كيكلاديس . لا أستطيع مهما حييت أن
2- حبر سري: اسمها ستاليننجراد، وقال لي زميل قديم بالميناء:
1- خط عادي: أنسى طعم حلاوتها وروعتها والصور التي التقطت.
2- حبر سري: إن السفن السوفييتية تتردد بكثافة هذه الأيام.
1- خط عادي: لنا هناك تكاد تنطق بمدى شوقي إلى تجديد هذه.
2- حبر سري: على الإسكندرية ونادراً ما تظل الأرصفة خالية منها.
1- خط عادي: الذكريات الجميلة في جزر بحر أيجه وشوارع ومقاه.
2- حبر سري: وعلمت أن بعضها تنزل حمولتها بالليل فقط بواسطة.
1- خط عادي: ومتاجر أثينا الساحرة. إن قلبي يرقص طرباً.
2- حبر سري: الأضواء الكاشفة. ومنذ أسبوع بالضبط نزل.
1- خط عادي: كلما مرت ببالي هذه الأيام الجميلة.
2- حبر سري: عدد كبير من الجنود والخبراء السوفييت.
1- خط عادي: عزيزي باولو: أرجو أن ترسل لي صورة ابنتك.
2- حبر سري: في ذات الوقت الذي تفرغ فيه سفن مصرية أخرى.
1- خط عادي: الجميلة بياتريتشي التي لم يسعدني الحظ برؤيتها.
2- حبر سري: حمولاتها من القمح المستورد من استراليا ومن.
1- خط عادي: خلال زيارتكم القصيرة لليونان. وسوف أحاول.
2- حبر سري: البرازيل.. وشاهدت عدداً كبيراً من الشاحنات العسكرية.
1- خط عادي: في القريب أن أزوركم في إيطاليا وأرى مدينتكم.
2- حبر سري: تنقل صناديق خشبية ضخمة بعضها مغطى بغطاء.
1- خط عادي: الرائعة – تريستا – التي تعشقونها. ومن جانبكم.
2- حبر سري: أزرق أو كاكي وتتجه إلى طريق الإسكندرية.
1- خط عادي: لا تدخروا وسعاً في التفكير بجدية في زيارتي.
2- حبر سري: القاهرة الصحراوي، وأنزلت سفينتان حمولتهما.
1- خط عادي: مع احتفالات الكريسماس حيث المناخ هنا في.
2- حبر سري: من الخشب الزان من أسبانيا ورومانيا وتعطلت بالأمس.
1- خط عادي: مصر أكثر من رائع، وبالأخص في صعيد مصر حيث.
2- حبر سري: شاحنة على الطريق محملة بأجولة السكر المستورد.
1- خط عادي: آثار أجدادي الفراعنة تفوح منها رائحة التاريخ.
2- حبر سري: من الاتحاد السوفييتي وسأوافيكم بمشاهداتي.
1- خط عادي: تحياتي لكم وتمنياتي بالسعادة الدائمة.
2- حبر سري: أولاً بأول، وسوف أنتظر رسائلكم.
1- خط عادي: رجب
2- حبر سري: رقم / 1041

تحت الميكروسكوب

ومع إطلالة الأيام الأولى في عام 1971 كان رجب قد انتهى من تشطيب مكتبه ... وليس حلة جديدة من بهاء تتفق ورونق أعمال الديكورات الفخمة .. التي تدل على ذوقه الأوروبي ويساره...
افتتح المكتب جمع غفير من الأهل والأصدقاء، وملأت إعلانات الدعاية بالعربية والإنجليزية صفحات الأهرام تعلن عن ميلاد شركة خدمات بحرية متميزة ... قادرة على تحمل مسؤوليات الشحن والتفريغ وما يخصهما من إجراءات مع الجهات المختصة.
وساعدته المخابرات الإسرائيلية كثيراً ليحصل على ثقة بعض الشركات البحرية العالمية ليصبح وكيلاً لها في الإسكندرية .. وتحول مكتبه إلى خلية نحل اضطر معها إلى الاستعانة بعدد كبير من الموظفين والسكرتارية، وازدحم المكتب بالزوار وذوي المصالح، وازدادت الخطابات الواردة إليه من الشركات الملاحية ومن رؤسائه في أثينا يغذونه بالمعلومات ... ويلقون أوامرهم وتوجيهاتهم ويدفعونه ليكبر أكثر وأكثر. فازدهرت أعماله بسبب التوكيلات العالمية التي حصل عليها، وصار اسمه مشهوراً ودخوله إلى الميناء بالتصاريح الممنوحة أمراً سهلاً وقويت علاقاته بالموظفين وبالمديرين.
ولأنه يعمل في "المهنة" فقد كان سؤاله عن أحوال الميناء يوماً بيوم أمراً عادياً لا يثير ريبة ولا شكوكاً في نياته... وهذا هو ما كانت تقصده المخابرات الإسرائيلية... أي زرع جاسوس داخل ميناء الاسكندرية يرصد كل أسراره وأوضاعه دون أن يشك فيه أحد. ومرت الشهور تلو الشهور وهو لا يزال يرتقي سلم النجاح والشهرة، ولم ينس أفضال اليهود عليه للحظة واحدة.
إنهم أولى أمره الذين ثبتوا قدميه على طريق النجاح، وهم الذين تسعى مصر ومن خلفها جميع الدول العربية للإضرار بهم رغم قلتهم ومحدودية أرضهم ومواردهم.
لقد أكدوا له أنهم لا يريدون حروباً مع العرب.. فهم يدافعون عن رقعة صغيرة من الأرض يعيش عليها أطفالهم وضعافهم. وكلما شن أنور السادات هجماته من خلال خطبه السياسية .. كان رجب يرتعد خوفاً من حماس وعوده بأن هذا العام هو عام "الحسم" لتدمير إسرائيل... وكثرت الرسائل إلى رجب بطريق البريد والراديو .. وتعددت رسائله أيضاً إلى "أصدقائه".
وانحبس النفس في رئتيه هلعاً يوم السادس من أكتوبر 1973 وجنودنا البواسل يعبرون الهزيمة ويدكون خط بارليف الحصين ويكتبون النصر غالياً بدمائهم.



الساعة الآن 11:18 AM