& اللغويـات : * سلا : اسألا ، مادتها (سأل) " والخطاب لصاحبيه "- سلا: نسى وصبر ، مادتها (سلو)- أسا : عالج و داوى ، اسم الفاعل منها " آسٍ " - جرحه : أي غربته - المُؤَسِّي: المعالج - رق : لان والمراد زاد حنينه وشوقه إلى وطنه × قسا - العهد : المعهود والمعروف - تقسى : تذهب الرحمة واللين - مستطار : مذعور ومفزوع كأنه سيطير من شوقه - البواخر : السفن م باخرة - رنت : أظهرت صوتها المراد صفرت - عوت : صاحت والعواء صوت الذئب - جرس : صوت ضعيف أو جزء من الليل ج جروس- راهب : عابد مقيم و ملازم ج رهبان ج ج رهابنة- للسفن فطن : مدرك لتحركات السفن ج فُطُن وفُطْن × غافل - كلما ثرن : أي كلما تحركت السفن للرحيل - شاعهن : ودعهن وشيعهن × استقبلهن - نقس : صوت الناقوس . &الشـرح : (4) يطلب شوقي من رفيقيه المتخيلين أن يسألا مصر سؤالاً غرضه النفي : هل نسيها قلبه العاشق لها ؟! وهل يستطيع الزمان المعالج أن يداوي جراح قلبه المستمرة النزف التي سببها نفيه بعيداً عن مصر ( إلى أسبانيا) ؟ (5) و من المعروف أنه كلما مرت الليالي على الإنسان في الغربة فإنها تجعل القلب قاسيًا متحجراً و تنسيه أحبابه ، إلا أن تتابع الأيام في الغربة يزيده شوقاً وحباً و حنيناً لمصر التي لا ينساها (6) و كلما سمع صوت البواخر عند دخولها الميناء أول الليل أو خروجها منه فإن قلبه يخفق و يضطرب يكاد أن يطير من بين جنبيه يود أن يرحل معها إلى أرض الوطن . (7) و لقد تحول قلب الشاعر إلى قلب راهب في محرابه ، ولكنه مدرك لحركات السفن التي تفرغ لمراقبتها ؛ فهي الوسيلة التي ستصل به إلى الوطن الغالي . &التـذوق :
(4) [سلا مصر] : استعارة مكنية تصور مصر إنساناً يُسْأل ، وسر جمالها التشخيص ، و توحي بقوة العلاقة بينه و بين وطنه مصر . * [سلا مصر] : أسلوب إنشائي / أمر غرضه الالتماس و التمني. * [وهل سلا القلب عنها؟] : أسلوب إنشائي / استفهام غرضه النفي و الاستبعاد. * [سلا القلب عنها] : استعارة مكنية تصور القلب إنساناً يسلو (ينسى) ، وسر جمالها التشخيص * [سلا - وسلا] : محسن بديعي / جناس تام يعطى جرساً موسيقياًً ويحرك الذهن. * [أسا جرحَه الزمانُ المؤسي] : استعارة مكنية تصور الزمان طبيباً يداوي الجراح ، وسر جمالها التشخيص ، و توحي بأثر الزمن في طمس الذكريات . * [جرحَه] : استعارة تصريحية تصور لآلام الأشواق بالجرح ؛ لتوحي بشدة معاناة الشاعر من الغربة المريرة . * [جرحه - المؤسي] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد . * [أسا جرحَه الزمانُ المؤسي] : تقديم المفعول [جرحه] على الفاعل [الزمان] للاهتمام به * (5) [مرت عليه الليالي] : استعارة مكنية ، تصور الليالي بإنسان يمر . * [الليالي تقسى] : استعارة مكنية ، تصور الليالي أشخاصًا يدعونه إلى القسوة ، وترك الرحمة واللين وسر جمالها التشخيص . * [كلما] : شرطية تفيد التكرار تكرار رقة قلبه بالحب للوطن و عدم انقطاعه مهما طال البعد . * [رق - تقسى] : محسن بديعي / طباق يبرز المعنى و يوضحه بالتضاد . * [العهد في الليالي تقسِّي] : إطناب بالتذييل . * البيت الخامس أسلوبه خبري لتقرير حبه للوطن ، والبيت كله يجرى مجرى الحكمة .
(6) [مستطار] : استعارة مكنية ، تصور القلب طائرًا مذعورًا من صوت السفن ، وسر جمالها التوضيح ، و توحي بشدة الاضطراب . * [مستطار] : خبر لمبتدأ محذوف تقديره " قلبي " فهو إيجاز بالحذف * [عوت] : استعارة مكنية تصور البواخر ذئابا تعوي ، وسر جمالها توضيح الفكرة برسم صورة لها ، و توحي بشدة الفزع والرعب من صفير البواخر؛ لأنها لا تحمله معها إلى مصر. & إضافة بلاغية : من جمال التعبير ودقته: هذا الترتيب الملائم بين " رنت " و" عوت " فقد عبر بـ " رنت " عن صوت البواخر القادمة وهى تدخل الميناء أول الليل ، مما يبعث الأمل في أن تأخذه معها ، ثم بالفعل " عوت " عند رحيل البواخر من الميناء و العواء مخيف مفزع ؛ لأنه يبعث الوحشة ويقطع الأمل في العودة إلى الوطن ، وهذا ملائم للحالة النفسية للشاعر . * البيت السادس أسلوبه خبري: لإظهار الأسى والحسرة. (7) [راهب في الضلوع] : تشبيه للقلب - في عزلته داخل الصدر - براهب في معبده ، وسر جمالها التشخيص و توحي بانقطاع الشاعر عما حوله. * [راهب] : إيجاز بحذف المبتدأ فالتقدير " قلبي راهب " . * [للسفن فطن] : استعارة مكنية تصور القلب إنسانا ذكياً يدرك ما حوله ، وسر جمالها التشخيص ، و تقديم الجار والمجرور للاهتمام بالسفن ، ومتابعة حركتها في القدوم والذهاب. * [ثرن] : استعارة مكنية تصور السفن في حركتها غباراً يثور وسر جمالها التوضيح ، و توحي بالجو النفسي الكئيب . * [شاعهن بنقس] : استعارة مكنية تصور القلب إنسانًا يودع السفن وفيها تشخيص. * [نقس] : استعارة تصريحية ، حيث شبه دقات القلب بصوت الناقوس &تذكر : * [ الصورة الخيالية في الأبيات من الرابع إلى السابع] : صورة ممتدة ، فالمشبه واحد وهو القلب ، و المشبه به متعدد فهو إنسان يسلو و يرق و طائر مذعور ثم إنسان راهب ثم إنسان مدرك ثم إنسان يودع . * البيت السابع أسلوبه خبري لإظهار التعلق بالوطن عن طريق الارتباط بالسفن التي هي أمله في العودة [/SIZE][/color][/b][/FONT]