منوعات

ما هي السماوات السبع؟

من بين الأمور الغيبية العظيمة التي أخبرنا الله بها في القرآن الكريم هي

“السماوات السبع”، والتي جاءت الإشارة إليها في مواضع متعددة من كتاب الله، وفي الأحاديث النبوية.

وقد أثارت هذه السماوات السبع تساؤلات كثيرة بين الناس:

ما هي؟ وكيف تم خلقها؟ وهل هناك فرق بين السماء والسماء الدنيا؟

وما الحكمة من خلق سبع سماوات؟

في هذا المقال، نأخذك في رحلة تأمل وتدبر في معاني السماوات السبع، وفقًا لما ورد في النصوص الشرعية، وموقف العلماء منها.

معنى السماء في اللغة والشرع

السماء في اللغة

كلمة السماء في اللغة العربية تأتي بمعنى كل ما علاك، ويُقال لكل شيء مرتفع “سماء”، ومنه سُميت السحاب سماءً لعلوّه.

السماء في الشرع

في الاصطلاح الشرعي، السماء تشير إلى البُنى الكونية العظيمة التي خلقها الله فوق الأرض، وهي خلق حقيقي له طبقات ودرجات.

الأدلة على وجود السماوات السبع

من القرآن الكريم

قال تعالى:

“الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا” (الملك: 3)

وقال أيضًا:

“فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ” (فصلت: 12)

من السنة النبوية

ورد عن النبي ﷺ في حديث الإسراء والمعراج أنه صعد في كل سماء والتقى فيها بالأنبياء، ما يدل على أنها طبقات حقيقية لكل واحدة منها وجود مستقل.

هل السماوات السبع مرئية؟

السماوات السبع هي خلق غيبي لا يُرى بالعين المجردة، ولا بالأدوات العلمية الحديثة؛ لأن العلم المادي لا يصل إلى الغيب إلا بما أذن الله به. لكن الله وصف السماء الدنيا بأنها مزينة بالكواكب، فقال:

“إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ” (الصافات: 6)

ما الفرق بين السماء والسماء الدنيا؟

السماء الدنيا

هي السماء الأولى، الأقرب إلى الأرض، والتي نرى فيها الكواكب والنجوم.

باقي السماوات

هي ست سماوات فوق السماء الدنيا، لا يعلم طبيعتها ولا تفاصيلها إلا الله، ولكنها موجودة وتُسبّح بحمد ربها.

ترتيب السماوات السبع في الحديث

جاء في حديث المعراج أن النبي ﷺ التقى في كل سماء بنبي من الأنبياء:

  • السماء الأولى: آدم عليه السلام
  • السماء الثانية: عيسى ويحيى عليهما السلام
  • السماء الثالثة: يوسف عليه السلام
  • السماء الرابعة: إدريس عليه السلام
  • السماء الخامسة: هارون عليه السلام
  • السماء السادسة: موسى عليه السلام
  • السماء السابعة: إبراهيم عليه السلام

وهذا يدل على أن لكل سماء مستوى مختلف، ولها مكان محدد.

الحكمة من خلق سبع سماوات

1. دلالة على قدرة الله

خلق سبع سماوات يدل على عظمة الخالق وسعة ملكه وعلمه.

2. التنظيم الكوني البديع

السماوات السبع مخلوقات منظمة لها قوانينها، وتسير بأمر الله بدقة متناهية.

3. مراتب للملائكة والطاعات

في كل سماء ملائكة ومخلوقات، ولكل سماء شأنها، وتُعرض فيها الأعمال.

4. الابتلاء والإيمان بالغيب

الإيمان بالسماوات السبع رغم عدم رؤيتها دليل على التسليم والإيمان بالغيب، وهو من أسس العقيدة.

وصف السماوات في القرآن

1. طِباقًا

أي أنها متطابقة أو متراكبة، ليست في مستوى واحد.

2. محفوظة

قال تعالى: “وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَّحْفُوظًا” (الأنبياء: 32)

3. بلا فطور

أي بلا تشققات أو خلل: “ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت” (الملك: 3)

هل هناك حياة في السماوات؟

نعم، فالله أخبر بوجود الملائكة، وقد ورد أنهم يسكنون السماوات، ولكل سماء ملائكة مخصوصون.

“تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ” (الشورى: 5)

العلم الحديث والسماوات السبع

العلم الحديث لم يصل إلى مفهوم “السماوات السبع” كما وصفها الشرع، ولكنه كشف عن طبقات الجو، والمجرات، والكون الواسع، وكلها تدخل ضمن السماء الدنيا فقط.

ما توصل إليه العلم يعزز الإيمان، لكنه لا يُغني عن التصديق بالنصوص الغيبية.

هل الجنة في السماء؟

نعم، الجنة في أعلى عليين، وهي فوق السماوات السبع. وقد ورد في الحديث أن الفردوس الأعلى سقفه عرش الرحمن.

قال ﷺ: “إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه أوسط الجنة وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن”.

هل السماوات السبع ستبقى إلى الأبد؟

في الدنيا

هي باقية حتى قيام الساعة.

يوم القيامة

قال الله:

“يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ” (الأنبياء: 104)

السماوات ستُطوى وتُبدل يوم القيامة، ويخلق الله خلقًا جديدًا.

إيمان المسلم بالسماوات السبع

من أركان الإيمان: الإيمان بالغيب، والسماوات السبع من الغيبيات التي يجب التصديق بها كما أخبر بها الله ورسوله.

كيف نُعبّر عن إيماننا؟

  • بالتدبر في آيات الله في الكون
  • بالتسبيح والذكر
  • بالخضوع لعظمة الخالق

السماوات السبع

من أعظم آيات الله في الكون، وهي دليل على قدرته وعظمته وحكمته في الخلق.

رغم أن الإنسان لا يراها، إلا أن النصوص الشرعية بيّنت لنا وجودها وطبيعتها وأهميتها.

والإيمان بها جزء من العقيدة الإسلامية، ومفتاح لفهم أوسع لعظمة هذا الكون الذي خلقه الله بنظام دقيق.

فلنتأمل في السماوات، ولنُكثر من التسبيح، ولنسعَ لمعرفة ربنا من خلال مخلوقاته العظيمة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليق

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى