لماذا فرض الحجاب؟
يُعد الحجاب من أبرز مظاهر الالتزام في الدين الإسلامي، وهو رمز للعفة والطهارة والحياء.
وقد فرضه الله تعالى على المرأة المسلمة لحكمٍ عظيمة ومقاصد سامية.
ومع تزايد الجدل في المجتمعات حول الحجاب، أصبح من المهم توضيح السبب الشرعي والحكمة من فرضه، بالإضافة إلى الرد على الشبهات المتعلقة به.
في هذا المقال، نستعرض لماذا فُرض الحجاب، ما هي شروطه، وأثره على الفرد والمجتمع.
معنى الحجاب في الإسلام
تعريف الحجاب
الحجاب في اللغة يعني السِّتر والمنع. أما في الاصطلاح الشرعي، فهو كل ما تستر به المرأة بدنها أمام الرجال الأجانب.
الحجاب ليس مجرد غطاء
الحجاب لا يُقصد به فقط غطاء الرأس، بل يشمل اللباس الكامل المحتشم الذي يغطي الجسد ويمنع الفتنة.
الأدلة الشرعية على فرضية الحجاب
من القرآن الكريم
قال الله تعالى:
“يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ” (الأحزاب: 59)
وقال تعالى:
“وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ” (النور: 31)
من السنة النبوية
قال النبي ﷺ: “المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان” (رواه الترمذي).
لماذا فُرض الحجاب؟
1. طاعة لله ورسوله
الحجاب أمر من الله تعالى، وامتثال المرأة لهذا الأمر يُعد عبادة وطاعة عظيمة، تزيد من قربها إلى الله.
2. حفظ العفة والكرامة
الحجاب يمنع نظرات الشهوة ويحفظ كرامة المرأة ويمنع المتاجرة بجسدها.
3. وقاية من التحرش والفتنة
الحجاب يقلل من فرص التحرش، لأنه يبعد الإثارة ويمنع لفت الأنظار إلى مفاتن المرأة.
4. تعزيز الاحترام
الحجاب يعطي المرأة هيبة واحترامًا في المجتمع، ويُظهر أنها تملك مبدأ وتلتزم به.
5. تقوية الهوية الإسلامية
الحجاب هو علامة واضحة على انتماء المرأة إلى دينها وثقافتها، ويساعد في ترسيخ هويتها الإسلامية في المجتمعات المتنوعة.
شروط الحجاب الشرعي
1. أن يكون ساترًا لجميع البدن
باستثناء الوجه والكفين على قول بعض العلماء.
2. ألا يكون زينة في ذاته
أي ألا يكون لافتًا للنظر بألوان صارخة أو تصاميم جذابة.
3. أن يكون فضفاضًا لا يصف الجسم
الحجاب يجب أن يُخفي تفاصيل الجسد ولا يُبرزها.
4. ألا يكون معطرًا أو مبخرًا
حتى لا يجذب الانتباه ويثير الشهوات.
5. ألا يُشبه لباس الرجال أو الكافرات
لابد من التميز باللباس الشرعي الخاص بالمرأة المسلمة.
شبهات والرد عليها
1. الحجاب يقيّد حرية المرأة!
الحرية في الإسلام لا تعني الانفلات، بل تعني الالتزام بما يضمن كرامة الإنسان. الحجاب حماية لا قيد.
2. لماذا المرأة وحدها تتحجب؟
الإسلام ألزم الرجل أيضًا بغض البصر وفرض عليه لباسًا محتشمًا، لكن طبيعة المرأة وتكوينها تختلف، والحجاب يناسب دورها الاجتماعي.
3. الحجاب عادة وليس عبادة؟
الدليل على فرض الحجاب من القرآن والسنة واضح، وهو عبادة مفروضة، وليس عادة اجتماعية.
فوائد الحجاب للفرد والمجتمع
1. استقرار نفسي
المرأة المحجبة تشعر بالرضا والسكينة لأنها تلتزم بأمر الله.
2. الحد من انتشار الفاحشة
عندما تنتشر العفة في المجتمع، يقلّ الفساد الأخلاقي.
3. حماية الأسرة
الحجاب يمنع الفتن، ويساعد في الحفاظ على استقرار العلاقات الأسرية.
4. احترام المرأة في المجال العملي
يثبت الواقع أن المرأة المحجبة تُعامل باحترام أكبر في أماكن العمل والتعليم.
الحجاب في الحضارات السابقة
- الحجاب لم يكن اختراعًا إسلاميًا، بل مارسته نساء اليهود والمسيحيين في العصور السابقة.
- تشير النصوص الدينية القديمة إلى وجود غطاء الرأس واللباس المحتشم كعلامة للتقوى والطهارة.
دور الأهل والمجتمع في ترسيخ الحجاب
1. التربية السليمة
غرس حب الحجاب منذ الصغر يُساعد الفتاة على الالتزام به بسهولة في الكبر.
2. القدوة الصالحة
عندما ترى الفتاة أمها وأخواتها ملتزمات بالحجاب، تتشجع على اتباع نفس النهج.
3. الدعم النفسي والمعنوي
تشجيع الفتاة عند التزامها بالحجاب يُقوي ثقتها بنفسها ويجعلها فخورة به.
الحجاب بين التحديات والتمسك
في ظل الضغوط الإعلامية والمجتمعية، قد تواجه الفتاة المسلمة تحديات في ارتداء الحجاب.
ولكن التمسك به في هذه الأوقات له أجرٌ مضاعف، ويُعد من علامات الثبات على الدين.
قال النبي ﷺ: “يأتي على الناس زمان القابض على دينه كالقابض على الجمر”.
الحجاب
ليس مجرد قطعة قماش، بل هو شرف والتزام وسلوك يعكس طاعة الله وحب الدين.
فُرض الحجاب لصالح المرأة وصالح المجتمع، وهو طريق للعفة والكرامة والتقوى.
وكل مسلمة ترتدي الحجاب بإخلاص، تسير على طريق الجنة وتُكرم في الدنيا والآخرة.
فلنكن جميعًا دعاة للستر والفضيلة، في زمن أصبح فيه الحياء غريبًا.