يذكر أنهُ لا توجد أي مستقبلات للألم في المخ لذا فالمرضى دائماً ما يكونوا مستيقظين أثناء الجراحة لكي يتابع الأطباء حالتهم.

في أي حِرفة أخرى قد لا يتم ملاحظة الإرتعاشات الطفيفة لكن في مجال عمل عازف الكمان روجر فريش (Roger Frisch) كان الأمر مدمراً. في عام 2009 وبعد 40 عاماً من العمل كملحن محترف اكتشف أنه لا يستطيع الإنحناء بسلاسة.

بعد بعض الإقناع وافق على الخضوع لتحفيز المخ العميق في معمل الهندسة العصبية في عيادة مايو (Mayo Clinic) لمحاولة حل المشكلة.

تحفيز المخ العميق هو تقنية تستخدم لمعالجة المصابين بمرض باركنسون (الشلل الرعاش) Parkinson’s Disease وخلل التوتر الحركي Dystonia (إضطراب عصبي للحركة) والإرتعاشات مجهولة السبب وكذلك المصابين بالوسواس القهري، الإكتئاب الحاد والآلام المزمنة.

أثناء العملية يقوم الجراحون بوضع إلكترودات electrode في أعمق أجزاء المخ وبإستخدام نبضات كهربائية يعدّلون الإستجابات العصبية.

زرع الجراحون إلكترودات في مُهاد روجر وهو مازال مستيقظاً لمحاولة إصلاح رعشاته. لا توجد أي مستقبلات للألم في المخ لذا فالمرضى دائماً ما يكونوا مستيقظين أثناء الجراحة لكي يتابع الأطباء حالتهم.

في حالة روجر كان الجراحون قلقون من أن الإرتعاشات طفيفة جداً لدرجة أنهم في خطر أن يضعوا الإلكترودات في المكان الخطأ فاشلين بذلك في أصلاح الإهتزاز.

إخترع مهندس الأعصاب بعيادة مايو، كيفن بينيت Kevin Bennet طريقة ذكية لمعرفة ما إذا كانت الإلكترودات تعمل. صمّم جهاز كالكمان يمكن لروجر العزف عليه أثناء العملية ليتمكن بذلك الأطباء من مراقبة حركاته غير الإعتيادية مباشرةً.

عزَف روجر بينما أدخل الأطباء سلكاً في مخه وأطلقوا صدمة كهربائية صغيرة. قال روجر أنه شعر بالفرق ووافق على أدخال سلكاً ثانياً وهو ما قام بالمطلوب وأوقف إرتعاشاته.

بعد ثلاثة أسابيع عاد روجر للعمل في العزف على الكمان وكأن شيئاً لم يحدث.

سيحصل على جهاز منظم يتحكم في كمية التحفيز المطلوبة في مخه مدى الحياة لكن يمكن لروجر أن يطفيء ويشغل الإلكترودات مستخدماً جهاز تحكم أساسي وسيكون أثر الإرتعاشات الخاصة به لحظياً.

الفيديو: